وقل اعملوا
د/عبدالله جماع
المنامة ووضوح ام وضاح !!
عندما سميت الصحافة بالسلطة الرابعة ، لم تكن هذه التسمية هبة من احد ، او اي جهة ذات نوايا او غرض ما، لتجيير عائدها لمصلحتها الذاتية . وانما المستفيد الاول والاخير من هذه السلطة هم الشعوب ، اين ما وجدوا وكيفما كانوا. شريطة ان يكون اعلاما نزيها شريفا وعفيفا يحوز علي ثقة الكل.وقد تجلي هذا الدور للصحافة في بلدان عديدة منها( ووتر قيت..ايران قيت..البنك الزراعي قيت..شركة الفاخر قيت..قطر والخليج قيت..الخ) وغيرها وغيرها الكثير مما ظلت تقوم به وما تلعبه من ادوار واعمال جليلة لصالح الشعوب . ولهذه الاهمية القصوي لدور الاعلام وتاثيره الايجابي او السلبي علي المجتمعات ..خاطب القران الكريم بوق وراس المشركين الاعلامي ابولهب في سورة كاملة وهي سورة المسد. وذلك للدور المخزي والشنيع الذي كان يقوم به في التخذيل والتشهير برسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم..ولمكانة ابولهب بين المشركين وتاثيره الاعلامي الكبير وسطهم.. لذا خصه القران دون سائر المشركين الذين عارضوا و اذوا الرسول عليه الصلاة والسلام وضربوه حتي شجت رباعيته عليه الصلاة والسلام..ولكن لان ابالهب عليه اللعنة يتولي اكبر بوق للاعلام لم يتركه الله هكذا فانزل عليه من الوعيد والعذاب مايستحق..فاذن الاعلام هو خط الدفاع الاخير لتحصين وحماية الشعوب لكل مايحيق بها من مهددات وخطوب ..فمتي كان هذا الاعلام صاحيا ومدركا لاي خطر و يتصدي له في زمانه ومكانه المناسبين كانت المخاطر والاذي اقل.ومن الشواهد الدالة التي تؤكد دور الاعلام وتتبعه لمكامن الخطر ..الاستقالة الشهيرة لوزير الشئون الانسانية في عهد توني بلير ..وسببها انه قال 🙁 ان الاعلام البريطاني قد اصابه الانحطاط والتدهور ) بحيث اصبح فقط همه مطاردة موظف دولة بسيط مثله تاركا القضايا الكبري..واليوم السودان يخوض حربا اعلامية استعمارية بامتياز خصصت لها موارد مالية وبشرية ضخمة ضد الشعب وجيشه..تصدت لها اقلام واصوات سودانية ووطنية شجاعة بكل كبرياء وشموخ وثبات منقطع النظير.. منها قلم ام وضاح..او كما يسميها الفريق كباشى (ام وضاح المدرعة..)..فلم تنثني او تلجلج او تلين حتي في اشرس و احلك المواقف ..فلم يشهد لها يوما وقوفها لغرض او رهبة او رغبة وانما كانت مبدئية في مواقفها ناصعة وواضحة كل الوضوح ..خصمها الاول والاخير ، هو من يؤذي الوطن او يقصر في حقه ، حتي ولو بكلمة او ايماءة عابرة..فلن تاخذها في سبيله لومة لائم، مهما علا شانه وعزه فالوطن عندها فوق الشخوص والمقامات ..وقد تجلي موقفها ذلك ابان (المنامة قيت) ولم ياخذها ومعها اخرون كثر في كشف كنهها ومخرجاتها المعيبة التي جلبت العار والخزي والاستهتار بالدماء والارواح التي بذلت لاجل عزة وكرامة هذا الوطن العزيز الابي.. ومخرجاتها اشبه بالاستسلام والانكسار منها الي اتفاق..بل هي اسوأ حتي من سايكس بيكو نفسها او اتفاقية الاذعان العثمانية التركية لاوربا في القرن الماضي..
فتصدي لها الاعلام بكل شجاعة واقتدار ونزاهة . ومن وقتها دخلت اتفاقية المنامة في نوم عميق..الا انه ربما اراد (صانعوا المنامة النائمة) ان يوقظوها من نومها مرة اخري .. ولكنها وجدت ام وضاح ومن معها من شرفاء القلم والكلمة لها بالمرصاد..فكعادتها دائما كانت متحزمة ومتلزمة ومتربصة بمن يريد للوطن ظلما ومرمطة . فانبرت لمن يريد ايقاظ المنامة المشئومة تارة اخري بقلمها السيال..الا ان هناك اخرين تحسسوا مواضع القربي والشخوص حسب افهامهم ..دون النظر لحق ومكانة الوطن الذي تنطلق منه ام وضاح..ظنا منهم ان انطلاقتها هذه موجهة ضد شخص معين اومن ورائها اخرين لهم مصلحة ما لتحريك هذا الملف..الا ان هؤلاء المتشككين في نواياها هم دون غيرهم يعلمون تمام العلم بانها هي ليست بتلك ( الهينة اللينة ) التي يعبر من خلالها الاخرين لتحقيق اجندة خاصة بهم..فهي
كما يعرفها الشعب السوداني تعيش وتحيا لاجل الوطن السودان وقلمها رهين وضد كل متربص او عميل او متخاذل علي الوطن ..كما ولا يكسر قلمها او يلوي ذراعها كائن من كان مهما علا شانه وعظمت رتبته فالوطن اولا واخيرا…ومن يشك في ذلك فالمصحات النفسية والعقلية هي اولي به .. فان ايقظت المنامة من نومها سيستيقظ معها مليون ام وضاح..