خلف الأسوار .. سهير عبد الرحيم : بعد عام … نعم فشلنا
خلف الأسوار .. سهير عبد الرحيم
أبريل 25, 202
بعد عام كامل على الحرب نقولها بصدق؛ نقولها بكل الوجع والحسرة والألم؛ لقد فشلنا تمام الفشل .
فشل جيشنا في تحقيق النصر كما فشل في إبادة المليشيا ولسان حاله لن يُصلح العطار ما أفسده الدهر، لن نستعيد الجيش القوي ونرمِّم التصدُّع ونكسر المعاول التي جُبلت على تكسيره بين (سنة) وضحاها .. …
فشلت المليشيا في أن تكون شيئاً غير مليشيا ومرتزقة ولصوص وقطاع طرق ولسان حالهم يقول “من ترك قديمه تاه” .. إنهم أبناء دقلو؛ أبناء الظلام والحروب، أتراب الخِسَّة والغَدر، رفقاء الباطل والحقد، أنَّي يكون لهم موقع؟!! وكيف يتأتى لهم سلطانٌ إلا فوق الجماجم والحريق؟!! ….. إنهم فاشلون ولن ينجح منهم أحد.
فشلت قياداتنا في قيادتنا؛ لامنهج ولا خارطة طريق، وفشلت حكومتنا في إدارتنا؛ لا رؤية ولا تخطيط ، وزراء بحجم الباعوض و تفكير برأس الذبابة ، دبلوماسيون يغردون خارج السرب،
سفارات أقرب لبيت السماية، قهوة وشاي ونميمه، وزير إعلام يتجول من محل عماري ل كشك عصير ليمون بارا ، وزیر المالیة لا يفقه الفرق بين احتياطي العملة و حصائل الصادر…. إنه الفشل.
فشلت الأحزاب في امتحان الثبات والانضباط، وفشل السياسيون في أن يكونوا رجال المرحلة وأن يفكروا أبعد من ربطة أعناقهم؛ فمن وقف مع الجيش وقف طمعاً في منصب وكرسي،
و من قبع خلف ظهر المليشيا فهو أجير وضيع تعوَّد على دَور الخادم المطيع الذي لا يتحرك قيد أنملة ما لم يأذن له سيده …. إنه الفشل.
فشل التجار في اختبارات الضمير والمروءة؛ تجار المواد الغذائية وسماسرة العقارات الذين باعوا واشتروا في محنتنا ، واكتنزوا من لحم المساكين ما يملأ بطونهم وجيوبهم، لم يرف لهم جفن لصراخ طفل أو انكسار إمراة او ذل شيخ …. إنه الفشل.
فشل المعارضون للجيش وللقوات المسلحة الكارهين لكل ما هو كاكي في أن يستحقوا جنسيتهم السودانية وأن ينتصروا مرة واحدة لوطنهم قبل أن يسألوا أسيادهم في منظمات الغرب وعقالات الخليج عن هل ننتصر لجيشنا أم نظل على الحياد أو نواصل دعم المليشيا التشادية او ننتظر توجيهاتكم؟
فشل المواطنون؛ آباءً.. أزواجاً.. إخواناً.. ابناءً.. وأصدقاءً؛ سقط أكثرهم في امتحان الواجب ومارس الغالبية الخذلان والتخاذل، تجردوا من شواربهم كما تجردوا من رجولتهم تركوا نساءً وأطفالاً في الولايات والقاهرة وأديس ودبي والدوحة وجدة وأسمرا وبنغازي يواجهون الجوع والمسغبة والهوان، ارتضوا أن يختفوا خلف جلاليب سودانية تظهر ذكورتهم ولا تستر عوراتهم المبذولة على قارعة الطريق.
فشلت نساءٌ وزوجاتٌ وفتياتٌ في امتحان الشرف والأخلاق والاستقامة تسابقن تحت أقدام أصحاب النفوذ ورجال الأعمال والميسورين وأبواب السفارات،
غسلْنَ وجوههن بالمساحيق وأدت كرامتهن وقيمتهن ومسحن بإستيكةٍ قذرةٍ كل مجاهدات المرأة السودانية في العمل والكد والمثابرة والاستقلالية والنجاح، أرجعننا الى العصور الوسطى، مجرد أجساد معروضة على التيك توك والانستغرام دون رأي ولا فكر ولا محتوى.
فشلت قبائل بكاملها انطوت تحت لواء الميليشيا التشادية بقيادة شبيه الرجال كيكل تقاتل معهم، خسرت نفسها قبل أن تخسر أغاني قوناتٍ مجَّدْنها في وقت سابق، قدموا الأكل والشرب وحتى (التمباك) للجنجويد؛ فأيَّ فشل بعد هذا؟!!
من وجد في نفسه وجه شبه بأيٍّ من فشل الفئات السابقة فهو معنيٌّ بهذا المقال.
خارج السور :
لن ننجح ما لم نعترف بالفشل.