وكالات/ أخبار وادي النيل
تعد ظاهرة تجنيد المرتزقة وانضمامهم إلى مليشيات الدعم السريع المدعومة من الإمارات، قضية تستحق الاهتمام والتحليل. فيما يلي حديث صحفي من دولة تشاد لموقع حول قضية تشاد والامارات ودعم المليشيا المتمردة
حيث صرح الصحفي التشادي محمد طاهر زين رئيس تحرير موقع “رفيق إنفو” قائلاً إن معظم المقاتلين الوافدين إلى السودان يأتون من تشاد وعدد قليل من النيجر وإفريقيا الوسطى ومالي.
وأوضح أن هناك عاملين يدفعان الشباب إلى الانضمام لمليشيا الدعم السريع وهما:
– الولاء القبلي: يعتقدون أنه بوجود محمد حمدان دقلو “حميدتي” يمكنهم بدء إقامة دولتهم التي تمتد من السودان إلى الساحل الإفريقي، وعادةً ما يتم الموافقة على التجنيد من شيوخ القبائل والإدارات الأهلية .
– الكسب المادي/الارتزاق: بسبب الفقر المدقع الذي يعانون منه، ينضمون إلى الدعم السريع لتحسين ظروفهم المادية.
وأشار محمد طاهر زين إلى أن معظم المقاتلين الذين جاءوا من تشاد كان هدفهم الأساسي السفر إلى اليمن، حيث يُعتبر هذا السفر أسرع طريقة لكسب المال، وبالتالي، يكون التنافس على هذه الفرصة صعبًا بما يكفي، حيث يعتمد على درجة القرابة مع عائلة آل دقلو.
ويقدر عدد المقاتلين الأجانب في السودان قبل الحرب بين 10.000 إلى 15.000 شخص، لكن مع اندلاع الحرب، انضمت أعداد كبيرة ظنًا منهم أن ساعة قيام دولتهم قد حانت، بحسب زين.
وأضاف محمد طاهر زين، أيضًا أن المقاتلين الذين انضموا أخيرًا إلى الدعم السريع يعتبرون ممتلكات المواطنين السودانيين غنائم حرب، والآن يبيعون السيارات المسروقة في تشاد، لكنّ التشاديين يعلمون أن هذه السيارات مسروقة، وقليل منهم يجرؤون على شرائها، ما أدى إلى انخفاض كبير في أسعار المركبات المنهوبة من السودان في إنجمينا وأبشة.
وفيما يتعلق بمطار أم جرس وعلاقته بالإمارات، قال إن الإمارات استأجرت المطار من الحكومة التشادية لتوفير السلاح والدواء للدعم السريع، بهدف مواصلة حربها ضد الجيش السوداني والسعي للاستيلاء على السلطة التي في النهاية ستكون تحت تصرف الإمارات.
وقال الصحفي التشادي: “كأفارقة وعرب، ندرك تمامًا خبث السياسة الخارجية الإماراتية، وهذا ما دفع سكان أم جرس للاحتجاج على الوجود الإماراتي، فعلى الرغم من محاولات التأثير على السكان من خلال توزيع المواد التموينية ودعم مشاريع التنمية في المنطقة، فإن السكان يدركون تمامًا مخططاتهم الخبيثة”.
ويقول رئيس تحرير موقع “رفيق إنفو” إن عددًا من المسؤولين التشاديين اعترضوا على التحركات الإماراتية، ما تسبب في إقالة العديد منهم في المنطقة بسبب رفضهم مرور السيارات المحملة بالإمدادات العسكرية المتجهة إلى السودان، لافتًا إلى أن طائرات الشحن الإماراتية توقفت عن الهبوط في مطار أم جرس منذ منتصف نوفمبر الماضي.