وقل اعملوا
د/عبدالله جماع
موسي هلال؛؛عند؛؛ *المسافة صفر؛؛؛
في السبعينيات من القرن الماضي ، ابان اوج وهياج وعنفوان ثورة مايو. وتنفيذا لشعارها تطوير قري وارياف السودان، عمدت رئاسة لجان وتطوير القري للمعلمين في كل منطقة وقرية وفريق.. وفي ذات مرة اجتمع اهالي قرية ( اضان الفيل) ، لمناقشة كيفية انشاء ( طاحونة) بالقرية. ورئيس الاجتماع وقتئذ مدير المدرسة ذات الثلاثة فصول..وبدا الاجتماع ، وبينما الحضور كل منهم يدلو بدلوه.. وجند الاجتماع طبعا هو واحد فقط الا هو تاسيس الطاحونة..بقرية ( اضان الفيل) ..فهذا ياتي بمقترح واخر يتقدم براي مضاد.. ياهو حالة الاجتماعات المعلومة ومللها…لكن في واحد مُصر اصرارا شديدا رغم تجاهل رئيس الاجتماع له بان يمنح فرصة للتحدث.. وذلك لعلم ومعرفة رئيس الجلسة( مدير المدرسة) بان ذلك الشخص هو من النوع المتفلسف ومدعي العلم والثقافة والفهم من غير فهم..فلم يجد رئيس الاجتماع بُدا سوي منحه الفرصة بعد ان ذاق منه حنقا…فكان المجتمعون يتحدثون جلوسا لكل من يمنح فرصة..الا انه تحدث واقفا لزوم المنجهة والوجاهة…وبعد كلام طويل وكله( خارم بارم) ..كما توقع رئيس الجلسة..تقدم بمقترح قنبلة بس ولم يفهمه الا الرئيس..وفحواه بان يتركوا النقاش عن موضوع الطاحونة ويدلفوا لنقاش موضوع ( خويتلام) اي فيتنام .. وطبعا وقتها كانت الحرب الامريكية الفيتنامية مشتعلة و شاغلة العالم بمجرياتها…فهذه القصة تشبه اطروحة الدعم السريع تماما فبدلا من المضي والسعي لتحقيق احلام الاتفاق الاطاري قفذ فجأة لازالة دولة 56 وتوابعها .. وياليته اقتنع ورضي باحلام اهالي ( اضان الفيل)..فانبري اليه اليوم الشيخ موسي هلال مدافعا عن دولة 56 ومعلنا ( ملكيتها) بشهادة بحثها له ولكل الشعب السوداني.. ومحذرا في نفس الوقت الدعم السريع الاقتراب منها او تصويرها.. ولولا ظروف هلال اللوجستية والمجتمعية القاهرة وترتيب احواله الداخلية المعقدة..لكي يظهر للعلن وهو متماسك الاجزاء والاطراف ومستعدا للذود عن الوطن والدفاع عنه وعن شعبه بما فيها دولة 56 بحق وحقيقة لظهر قبل هذا التوقيت..و لكن كثيرا من الناس قد لا يعلموا اسباب وملابسات تاخر هلال لاعلان موقفه الرسمي سوي الان…فهو كان في معركة داخلية وخارجية شرسة لا تقل اهمية عن معركة الكرامة..بل هي معركة كرامة اخري داخلية خاضها هلال ضد الدعم السريع والامارات وعملاء كثر..ستكشف مقبل الايام القادمات عن فصولها من الالف الي الياء..فما تعرض له هلال من ضغوط داخلية وخارجية ومن اغراءات اضعاف اضعاف ما قدم لحميتي…ولكن هلال ليس هو من يشتري اويباع .. فالوطن عنده وكرامته فوق كل مغريات الدنيا..فان اتي اليوم فلم ينقص ذلك من حقه في النضال او الذود عن الوطن في شئ..فهاهو اتي هلال الان واضعا النقاط فوق الحروف..فهو رجل اُمة متي جاء نطق واسمع واخرس والكل يعلم علم اليقين ماذا يعني قوله والي اين ستبحر الان سفينة الحرب..فلم يكن هو يوما ( خويتلاميا ) او انصرافيا…او ارستقراطيا يرتدي ثوب التهميش ..او عميلا يتكسب من وراء عمالته…فقط انه.هو. موسي هلال،،، وان ظهرت اقمار متعددة..الا انه سيظل الهلال هو واحدا !!