كيف يؤثر الطعام في حالتنا الجسدية والنفسية

كيف يؤثر الطعام في حالتنا الجسدية والنفسية؟
By
ميرا العميان
Contributor

يمكن لبعض الأطعمة أن تؤثر في حالتنا المزاجية سواء بالإيجاب أم السلب –
مصدر الصورة: Drazen Zigic / Shutterstock

هل فكرت يومًا في سبب قدرة بعض الأطعمة على إثارة مشاعر الرضا والفرح فينا، في حين قد تجلب أطعمة أخرى شعورًا بالبلادة والخمول والقلق؟ هل تساءلت يومًا عن سبب قدرة وجبة لذيذة على تحسين حالتك المزاجية والشعور بالتوهج؟

ندرك جميعًا أن الطعام يعد مصدرًا رئيسيًا لقوتنا، إذ يتيح العناصر الغذائية الأساسية للجسم مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات التي يستخدمها جسمنا للحصول على الطاقة وأداء وظائف مختلفة.

كما يزودنا الطعام بالفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية التي تحتاج إليها صحتنا ورفاهيتنا.

وفي خضم تركيزنا على الفوائد الجسدية للطعام، فما تأثيره في حالتنا النفسية والمزاجية؟ دعونا نتعمق أكثر في عالم الطعام الساحر لنكتشف تأثيره العميق في مستويات سعادتنا وتوترنا.

السيروتونين هرمون السعادة
في عالمنا العاطفي تؤدي الهرمونات دورًا حاسمًا في إرسال الإشارات والتأثير في مشاعرنا، ويُعد السيروتونين الذي يُطلق عليه هرمون السعادة أحد هذه الهرمونات، إذ يؤدي هذا الناقل العصبي الكيميائي دورًا حيويًا في التحكم في عواطفنا وحالتنا المزاجية.

يجري إنتاج نحو 80% من السيروتونين في أمعائنا، والأكثر دهشة هو أن بعض الأطعمة من شأنها أن ترفع مستويات هذا الهرمون.

يمكن لبعض الأطعمة أن تعزز إنتاج السيروتونين في الدماغ بسبب محتواها من التربتوفان، وهو حمض أميني يعمل بصفته مكونًا للسيروتونين، بما في ذلك الدواجن والمكسرات والبذور ومنتجات الألبان، ما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية والشعور بالرفاهية.

شعور غريزي
لا تقتصر العناية بجهازنا الهضمي على تحسين عملية الهضم فحسب، بل يتعلق الأمر بتحقيق توازن متناغم بين صحتنا الجسدية والعقلية.

دائمًا ما نشعر باضطرابات داخل بطوننا عندما نكون متحمسين أو متوترين، أليس كذلك؟

في الواقع، هناك تفسير وراء ذلك، إذ يرتبط جهازنا الهضمي بطريقة معقدة بدماغنا عبر شبكة من الخلايا العصبية والهرمونات والمواد الكيميائية.

تملك هذه المسارات الديناميكية المعروفة باسم محور الجهاز الهضمي تأثيرًا كبيرًا في صحتنا العقلية، ومن خلال نظام الاتصال المعقد هذا يؤثر جهازنا الهضمي في حالتنا المزاجية وعواطفنا ومستويات التوتر لدينا.


مصدر الصورة: Roman Samborskyi / Shutterstock

إدارة الكورتيزول
غالبًا ما يؤدي الضغط النفسي والإجهاد إلى الشعور بالاستنزاف العاطفي والإرهاق، ومع ذلك يؤدي الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر والقلق وظائف مختلفة في الجسم تتجاوز مجرد تنظيم مستويات التوتر.

ويؤدي دورًا في تنظيم أنماط النوم وتقليل الالتهابات وزيادة مستويات السكر في الدم وإدارة استخدام الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، بالإضافة إلى التحكم في ضغط الدم.

ولحسن الحظ يمكن إدارة هرمون الكورتيزول بصورة فعالة من خلال اختيارات غذائية صحيحة.

على سبيل المثال، تعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل الشوكولاتة الداكنة والأفوكادو والموز ممتلئة بمضادات الأكسدة التي تقلل من مستويات هرمونات التوتر وتحسن الحالة المزاجية.

وبالمثل يحتوي الشاي الأخضر خصائص مهدئة تقلل من مستويات الكورتيزول وتعزز حالة الاسترخاء.

بالإضافة إلى ذلك تحتوي الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في السلمون والسردين فوائد تدعم صحة الدماغ، وتخفف التوتر والقلق.

لذا، فإن دمج هذه الأطعمة التي تخفف التوتر في نظامك الغذائي لا يفيد صحة دماغك فحسب، بل يتيح أيضًا تجربة طهي لذيذة لذوقك.

التغذية الواعية
تمتد علاقتنا بالطعام إلى ما هو أبعد من مجرد الجوانب المادية لعملية الهضم، كما أن له تأثيرًا عميقًا في صحتنا العاطفية،

ويشير مفهوم التغذية الواعية إلى نهج واعٍ في أثناء تناول الطعام، إذ نعطي اهتمامًا وثيقًا لحواسنا ونقدر كل قضمة نتناولها.

تعزز هذه الممارسة تجاربنا في تناول الطعام من خلال السماح لنا بتذوق نكهات وجباتنا وقوامها ورائحتها، ومن خلال التباطؤ والانغماس في عملية تناول الطعام، فإننا لا نستمتع بطعامنا أكثر فحسب بل نطور أيضًا ارتباطًا أقوى باللحظة الحالية.


مصدر الصورة: PeopleImages.com – Yuri A / Shutterstock

اعتماد أكثر الخيارات صحة
مع أن العلاقة بين الطعام والسعادة تبدو آسرة، فمن الضروري فهم المخاطر المحتملة لاستخدام تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع الضغط النفسي، لأن هذا النهج من شأنه أن يؤدي إلى تبني عادات غير صحية وحدوث آثار سلبية محتملة في الصحة الجسدية والعقلية.

يعد طلب الدعم من اختصاصي رعاية صحية مؤهل أمرًا بالغ الأهمية إذا كنت تتعامل مع أنماط الأكل المرتبطة بالتوتر أو لديك مخاوف بشأن صحتك العامة.

يمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم التوجيه والمساعدة الشخصية لمساعدتك في إدارة هذه التحديات والتغلب عليها بطريقة فعالة.

ويستلزم اتباع نهج شامل لإدارة السعادة والتوتر الاعتراف بأهمية تدخل شخص متخصص ومحترم عند الضرورة والحفاظ على نمط حياة متوازن.

من خلال اتخاذ الخيارات المدروسة بعناية واعتماد نظام غذائي متوازن، يصبح لدينا القدرة على تعزيز العلاقة الإيجابية بين الطعام وصحتنا العامة.

لذا، خذ وقتك الكامل لتتذوق كل قضمة، وقدّر القيمة الغذائية والعلوم الكامنة وراء التغذية.

ومن خلال فعل ذلك يصبح الطعام حليفًا لتعيش حياة أكثر سعادة وخالية من التوتر، لأن رحلتك نحو العافية تبدأ من التقدير المدروس لتغذيتك.

ترجمة: مهند أنسي

التحفيز نصائح للعناية بالصحة السعادة الصحة والسلامة
By
ميرا العميان
Contributor
ميرا العميان مهتمة بمجالات الصحة والعافية والتغذية والجمال. وبفضل خلفيتها وخبرتها، تضيف هذه المهارات إلى عملها ككاتبة. تغطي خبرتها أيضا مجالات التسويق وإنشاء المحتوى والإعلام والعلاقات العامة إلى جانب خبرتها في الصحافة. يمكّنها نهجها الثاقب من صياغة روايات وقصص مقنعة تلقى صدى لدى القراء، لا سيما في مجالي الصحة والجمال. تسعى ميرا من خلال كتاباتها إلى الإلهام والتثقيف، وتوفير منظور جديد حول المواضيع ذات الصلة.

Comments (0)
Add Comment