أطفال التوحد في السودان: معاناة مضاعفة
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
ghariba2013@gmail.com
أطفال التوحد في السودان: معاناة مضاعفة
يصادف الثاني من أبريل من كل عام اليوم العالمي لطيف التوحد، وهو يوم تهدف الأمم المتحدة من خلاله إلى تسليط الضوء على احتياجات الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وتعزيز الوعي حول هذا الاضطراب، وتشجيع المجتمع على احتضانهم ودمجهم.
تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 200 ألف طفل مصاب بالتوحد في السودان، ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد مراكز رعاية التوحد في السودان، لكن يقدر عددها بـ 20 مركزًا فقط، موزعة على بعض مدن السودان، ولا سيما الخرطوم، وكان السودان يعاني من نقص كبير في عدد الكوادر المتخصصة في رعاية أطفال التوحد، حيث لا يوجد سوى 200 مختص فقط في جميع أنحاء البلاد.
واندلعت الحرب وقبل اندلاعها كان يواجه اطفال طيف التوحد العديد من التحديات ومنها قلة الوعي المجتمعي بطيف التوحد، مما يؤخر تشخيص الأطفال وعلاجهم ونقص المراكز المتخصصة في رعاية أطفال التوحد وارتفاع تكاليف العلاج والتأهيل مع عدم توفر فرص التعليم المناسب لأطفال التوحد، ووصمة العار التي يواجهها أطفال التوحد وعائلاتهم.
مراكز اطفال التوحد المشهورة في السودان، مركز سوا لاطفال التوحد، المركز السوداني العالمي لتدريب أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة ومركز السودان للتوحد وفي مصر، جمعية أطفال التوحد المصرية ومركز رعاية أطفال التوحد – جامعة عين شمس ومركز الوفاء لرعاية أطفال التوحد، هذه مجرد أمثلة قليلة، ويوجد العديد من المؤسسات الأخرى التي تُعنى برعاية أطفال التوحد في السودان ومصر.
أدّت الحرب في السودان إلى نزوح العديد من العائلات، ممّا زاد من صعوبة حصول أطفال التوحد على الخدمات اللازمة وحتى أطفال التوحد النازحون إلى مصر تواجههم الكثير من التحديات الإضافية، صعوبة الحصول على خدمات رعاية جيدة وصعوبة الاندماج في المجتمع: قد يواجه الأطفال النازحون صعوباتٍ في الاندماج في المجتمع المصري بسبب اختلاف لهجات التحدث والثقافة، بجانب الضغوط النفسية وقد يعاني الأطفال النازحون من ضغوط نفسية بسبب تركهم بيوتهم وأصدقائهم.
تجرى هذه الأيام مساعي في المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر بزعامة الريس أحمد عوض رئيس المجلس المكلف وبعض الحادبين على مصلحة المجلس، من أجل ان يواصل المجلس رسالته وسط الجالية وخدمات القادمون الجدد، وعليه تقع مسؤولية كبيرة تجاه أطفال التوحد، من خلال نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد من خلال حملات التوعية والأنشطة التثقيفية بتأسيس مبادرات صحية من داخل المجلس، وتقديم الدعم النفسي والمادي للأهالي لمساعدتهم على رعاية أطفالهم والضغط على خدمات السفارة ورجال الأعمال والمنظمات والجمعيات والمبادرات للمطالبة بتوفير الخدمات اللازمة لأطفال التوحد.
يمثّل اليوم العالمي لطيف التوحد فرصةً لتذكير المجتمع بضرورة الالتفات إلى احتياجات أطفال التوحد، وتقديم الدعم اللازم لهم لكي يتمكنوا من العيش حياة كريمة وكاملة.