د.عبدالقادر محمد أحمد يكتب.. مرحبا بجيبوتي

33

 

 

كتبت في بداية الحرب مرحبا بالتفاوض الذي يعارضه كثيرون . لكن التفاوض الذي انشده لابد ان يكون من مصدر قوة . واجزم كذلك ان هذه الحرب اللعينة لن تنتهي الا بالتفاوض في جيبوتي او في اي مكان . وقبل ان يغادرنا الفريق البرهان الي جيبوتي وددت ان اذكره بمقولة مشهورة منسوبة الي امير المؤمنين عمربن الخطاب . يقول عمر ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) بكسر الخا . ويعني لست بالماكر المخادع _ وحاشاه عن ذلك _ ولكن لا يمكن ان يخدعه الماكر المراوغ . فليس المؤمن مخادعا غادرا كما لا يسمح ان يغدر به . وهي مقولة مخلدة في التاريخ لما تحتوي في ذاتها من حكمة ادارية . ولو علم الفريق البرهان بهذه الحكمة او عمل بها لجنبنا هذه الحرب اللعينة . ولا ادري ان كان الفريق البرهان مخادعا ام لا لان المؤمن لا يخادع . وهكذا يكون القائد لان كبوة القائد اذا خدع فيها هلاك لشعبه ودولته .

ولكن لا اشك مطلقا في ان حميدتي مكار ومخادع تدل علي ذلك ملامحه قبل افعاله . كلنا نعرف العلاقة الحميمة التي كانت بين الرجلين حتي ليلة الحرب . الرجلان حاربا سويا وحكما سويا ثم حاربا منفردين . فبينما كان البرهان يشيد برفيقه في كل محفل كان رفيقه يسن السكين لقطع راسه وكاد ان يفعل . حميدتي خدع الجميع الا قلة ممن رحم الله ولم يسمع لهم صوت . حميدتي مكر وخدع ودمر البلاد والعباد . حميدتي لا يرقب في مؤمن الا ولا ذمة . هذا الرجل بدا الحرب باعتقال جيرانه وهَم نيام . ومن المفارقات انني كتبت من قبل ان البرهان يمارس علينا الخداع الاستراتيجي مستفيدا من رسالة الماجستير التي كان قد اعدها بهذا العنوان . لكن اتضح الان ان الخداع الخلوي تغلب علي الخداع الاستراتيجي . عزيزي القائد العام لا تحزن علي ما فاتك ولا ما اصابك . لاتقل كان صديقي ورفيقي . (احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة. فلربما انقلب الصديق فكان اعلم بالمضرة .) هم يمكرون ويدبرون ولكن المؤمن كيس فطن . ولا يحيق المكر السئ الا باهله. ولن ينالوا الا الفضيحة في الدنيا والخزي في الاخرة . اقول لا تحزن علي ما مضي لان الخداع الحقيقي قد بدا الان . ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . الخداع هذه المرة وراءه دول ومنظمات وخونة من بني جلدتنا. لا تثق في احد في الداخل او الخارح . ضع ثقتك في الله اولا ثم قواتك المسلحة وشعبك من خلفك . يقول الهالك حميدتي في خطابه (نسعي لتغيير في السودان ولا نرغب في السلطة . ) االان وقد هلكت البلاد والعباد من اجل السلطة؟ اليس هذا مكرا وخداعا ؟ ثم يواصل ويقول ( نسعي لاقامة حكم مدني وديمقراطي في السودان . ) الشعب شهد الديمقراطية التي ما رستها ضده . ثم من انت حتي تقيم الديمقراطية . الم تقل انك لا ترغب في السلطة؟ ثم يواصل الخداع ويقول (حريصون علي حوار سوداني شامل) . ولا ادري ربما سيكون الحوار مع الاشاوس وبالرصاص . وقبل ان يطيب به المقام في اديس المتامرة سارع اليه شياطين الانس يوسوسون له ويقاسمونه انهم له من الناصحين ويدلونه بغرور علي مقترحاتهم للدفع بها للحل السلمي ولا يستحون . لقد سقط القناع وستسقطون في القاع مرة اخري طالما يقودكم حمدوك الفاشل . الشعب كله في انتظاركم . اذا سامحكم واحسن اليكم سيقول لكَم عودوا من حيث اتيتم والا سيرجَمكم بالحجارة المتوفرة بكثرة بعد الدمار الذي احدثتموه في بلادكم سابقا. كل الذي يجري خداع في خداع . فحذاري ان يخدعك هذا الخب مرة اخري . فكر جيدا وشاور جيدا واعرف عدوك جيدا ومن تفاوض . فاذا عزمت فتوكل علي الله فانا اخشي عليك من الغدر والخيانة ولنا عبر من التاريخ الحديث والقديم . نصيحتي الاخيرة لك سعادة الفريق لا تذهب الي اي مكان للتفاوض قبل تحرير مدينة مدني وتنظيف الخرطوم من هؤلاء الانجاس المناكيد والنصر حليفكم باذن الله.

 

2024/1/2

الدكتور /عبدالقادر محمد احمد

أمين عام ديوان الضرائب الأسبق.

والخبير الاقتصادي

Leave A Reply

Your email address will not be published.