سونا تحاور القائم باعمال سفارة السودان بجوبا
السفير جمال : السودان وجنوب السودان يخططان لاقامة شراكة استراتيجية
في حوار لسونا السفير جمال:السودان وجنوب السودان يخططان لاقامةشراكة استراتيجية
سونا تحاور القائم باعمال سفارة السودان بجوبا
السفير جمال : السودان وجنوب السودان يخططان لاقامة شراكة استراتيجية
جوبا في 18-5-2024(سونا)
حوار/ ابراهيم موسى
تكتسب العلاقات بين السودان وجنوب السودان اهمية خاصة وتزداد اهميتها في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المعقدة التي تمر بها المنطقة والمتغيرات في الاقليم، حيث تمتاز علاقات االبلدين بالعديد من نقاط القوة التي تتطلب من قيادتي البلدين العمل على تعزيزها على ضوء الفرص والتحديات خاصة ان الدولتين تربطهما مصالح مشتركة تتطلب توفر الاستقرار السياسي لكل منهما، فضلا عن اهمية تعزيز وتطوير العلاقات واستغلال الموارد واستقرار الشريط الحدودي وتفعيل اتفاقيات الحريات الاربع التي تسهل عملية التبادل التجاري والسلعي.
السفير جمال مالك احمد القائم باعمال سفارة السودان بدولة جنوب السودان في حوار مع وكالة السودان للانباء بجوبا يدلي بافادات مهمة حول ابعاد هذه العلاقة ومستقبلها واوراق طرفيها في تطويرها الى شراكة استراتيجية، فالى مضابط الحوار:
س: السيد السفير بدءً نتعرف على جهود حكومة جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت في السلام في السودان منذ اندلاع الحرب في البلاد في الخامس عشر من ابريل وحتى الان؟
ج: سعت حكومة جنوب السودان منذ العام 2019 باقرار السلام في السودان باستضافة مفاوضات السلام ورعايتها كما ارسلت مبعوثا رئاسيا لنزع فتيل الازمة بين الجيش والدعم السريع بعد ذهاب قواته لمروي وعندما فشل المبعوث كان مقررا ان يذهب الرئيس سلفاكير بنفسه لكن تسارع الاحداث وقيام الحرب لم يتمكن من التوسط ، لكنه ظل على اتصال مباشر منذ اندلاع الحرب مع رئيس مجلس السيادة كما ان اولى وجهات الرئيس البرهان بعد الحرب كانت التواصل مع قيادة دولة جنوب السودان عبر المبعوث الرئاسي السفير دفع الله الحاج.
س: اذن نتطرق الى الجهود المبذولة على مستوى قيادتي البلدين وعلى المستوى الشعبي لتعزيز هذه العلاقات؟
ج: العلاقة بين السودان وجنوب السودان علاقة تاريخية واستراتيجية طبيعية معنية بطموحات شعب واحد وهناك إهتمام من السودان بعلاقته مع دولة جنوب السودان ومنحها مساحة كبيرة باعتبار جنوب السودان لاعبا اساسيا في عملية السلام ودولة جاره ذات خصوصية لديها ارتباط حقيقي مع السودان.
ومعلوم ان البلدين يخططان لاقامة شراكة استراتيجية في الملفات الاقتصادية والسياسية والامنية وانهما ينظران لعلاقتهما المستقبلية في اطار هذه الشراكة.
س: مدى التنسيق بين السودان وجنوب السودان في المحافل الاقليمية والدولية خاصة على مستوى الاتحاد الافريقي والايقاد؟
ج: العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وتشابه الملفات مكنت الدولتين من التنسيق المحكم بين البعثات الدبلوماسية في جنيف وفي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي عندما كان السودان عضوا فاعلا فيه وذلك حول ملفات حقوق الانسان العقوبات، موضحا انه حرص طبيعي لتشابه الملفات بين البلدين.
الشاهد في الامر فان حرص جنوب السودان على علاقته مع السودان يأتي من دوافع تعزيز الامن الاقليمي وتوفير الامن والسلام في السودان باعتبار ان السودان عمق استراتيجي لجوبا وان غيابه في اتفاقية السلام المنشطة في الجنوب كانت له انعكاسات سلبي .
وقد ظل دورالدولتين في عملية الاستقرار وانهاء الحروبات متبادلا وذلك نظرا لاهمية السلام لكل منهما وللاقليم، ومعلوم ان السلام في السودان يرتبط بدرجة كبيرة بالسلام والاستقرار في الجنوب، وبالتالي يمكن القول ان حكومة السودان قامت باقرار السلام في الجنوب بعد الانفصال لبعد استراتيجي امني يتعلق بالسلم والامن ليس في البلدين وانما في الاقليم ككل.
س: حجم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين؟
ج: تعمل دولتا السودان في جهد مشترك في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري وفي هذا الخصوص تعمل حكومتي البلدين على فتح المعبر النهري الرنك – جودة لانعاش الحركة التجارية بين البلدين في الفترة المقبلة.
كما ان البلدين يعملان على ملف نقل وارادات جنوب السودان عن طريق ميناء بورتسودان بتخصيص مرفأ لهذا الغرض بهدف تقليل تكلفة نقل الحاويات والبضائع من ميناء ممبسا مرورا بيوغندا ونمولي الى جنوب السودان. وهذا الملف يتم بحثه بواسطة الجهات المعنية في البلدين والعمل على تنفيذه باعتباره يسهم في تقليل تكلفة النقل، حيث يتم نقل البضائع من بورتسودان لمناطق اعالي النيل والوحدة عن طريق كوستي عبر النقل النهري الى جوبا.
حكومة السودان مهتمة جدا بتفعيل التبادل التجاري بين البلدين حيث اوصت البعثة الدبلوماسية السودانية في جوبا بفتح المعابر التي ليست عليها خلاف حدودي وهي ذات صلة بقضايا امنية وقضايا ما بعد الانفصال.، حيث كان هناك قرارا صدر في وقت سابق باغلاق الحدود ، وقد قطعت ان اللجنة السياسية الامنية التي يراسها وزيري الدفاع في البلدين شوطا كبيرا في مناقشة فتح المعابر الحدودية لانسياب الحركة التجارية وانعاش اقتصاد الدولتين، وهناك اكثر من 100 سلعة سودانية تدخل جنوب السودان دون اجراءات جمركية وبالتالي لايستفيد منها السودان ولا جنوب السودان الامر الذي يعني ضياع موارد كبيرة على البلدين.
س: انعكاسات زيارة عضو مجلس السيادة نائب القائد العام شمس الدين كباشي الى جانب ملف المساعدات الانسانية؟
ج: زيارة عضومجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة لجوبا حققت اغراضا كثيرة في مقدمتها التوصول لتفاهمات مع رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال الفريق عبد العزيز الحلو نتمنى ان تعقبها مفاوضات يتم التوصل فيها الى سلام.
كمال هدفت زيارة عضو مجلس السيادة الى شرح ما يجري في السودان سياسيا وامنيا واقتصاديا الى جانب ملف البترول حيث تم تنوير الرئيس سلفا كير عن معالجة الخط الناقل لنفط الجنوب والوضع الاقليمي ومناقشة المبادرات المطروحة سابقا مبادرة الايقاد ، منبر جدة ، الاتحاد الافريقي وقدم تنوير عكس له الموقف المعلن لحكومة السودان تجاه هذه المبادرات فضلا عن المساعدات الانسانية التي تأتي عبر اعالى النيل الرنك.
وتم خلال الزيارة التاكيد على حرص السودان على ايصال المساعدات من الجنوب لكل المواطنين داخل وخارج السودان لاي مواطن وفق الضوابط المعروفة.
كما تم الاتفاق على فتح طرق الاغاثة في المناطق المتاثرة وهذه تشكل واحدة من نجاحات الزيارة حيث تم الاتفاق على مناقشة تفاصيل ايصال المساعدات.
س: ما هو دور السودان كضامن لاتفاقية السلام المنشطة في جنوب السودان؟
السودان حريص على مضي اطراف اتفاقية السلام المنشطة بجنوب السودان في تنفيذ الاتفاقية والوصول بها الى نهاياتها. وان حكومة السودان مهتمة بدرجة عالية بملف السلام بدولة جنوب السودان وان هذا الاهتمام ياتي من دافع حقيقي استراتيجي يصب في مصلحة الاستقرار في السودان وفي الاوضاع في الاقليم ، وبالتالي فان دور السودان في ملف السلام في الجنوب مازال مستمرا و فاعلا ويمارس دوره ويشارك في اجتماعات تنفيذ الاتفاقية ومازال عضوا رغم فترة الحرب، تشهد جوبا العديد من الزيارات لوفود ومسئولين سودانيين على مختلف المستويات، كما ان دور السودان كان اكثر وضوحا عندما كان رئيسا لايقاد.
س: الترتيبات لامتحانات الشهادة السودانية بالنسبة للطلاب السودانين بجنوب السودان؟
ج: بتكليف من وزارة الخارجية بالترتيب لعقد امتحانات الشهادة السودانية بجمهورية جنوب السودان وقد تم التنسيق مع مركزين لعقد امتحانات لعدد 650 الى 700 طالب سوداني في بجوبا. ولدينا تواصل وتنسيق مع الجهات المعنية بجوبا للتاكد من سلامة المركزين وتوفر مطلوبات الحماية الامنية لاستضافة الامتحانات، ولدينا تواصل مستمر بين البعثة ووزارة التربية والتعليم لتحديد موعد الامتحانات.
واستلمنا قوائم الطلاب الذين سيجلسون لامتحان الشهادة السودانية بناءا على توجيهات من وزارة الخارجية تتعلق بتسهيل امر الطلاب السودانيين بجنوب السودان للجلوس للامتحانات.
س: التسهيلات التى قدمتها حكومة جنوب السودان للسودانيين في ظل الحرب؟
حقيقة قدمت حكومة جنوب السودان تسهيلات كثيرة للسودانيين بالجنوب بتوجيه من الرئيس سلفاكير ميارديت في بيان رسمي صرح بموجبه الدخول للسودانيين للجنوب بعد الحرب. إن ما قامت به حكومة جنوب السودان من فتح الحدود للسودانيين بانه دور انساني تاريخي يحفظ لجنوب السودان وقيادته الرشيدة وقد تم استيعاب 80 استاذ جامعي في جامعة جوبا ومنحهم مخصصاتهم الى جانب اتاحة الفرصة للاطباء السودانيين الاختصاصيين لمزاولة العمل في جنوب السودان كما ان مجموعات اخرى من شركات الكمبيوتر وتجار وجدت سوق عمل لها في الجنوب
س: مدى التعاون في ملف السيارات المنهوبة اين وصل وما الجديد ؟
ج: احتجزت حكومة جنوب السودان عدد 122 سيارة منهوبة في الرنك وعدد كبير في مدينة اويل في شمال بحر الغزال.
كما ان السلطات في دولة جنوب السودان اصدرت قرارا منعت بموجبه تسجيل اي سيارة تأتي من السودان في جوبا او في غيرها من الولايات دون اذن رسمي حتى تتم مراجعة السيارات وفقا للبيانات التي سلمها وفد المرور من السودان والتي تتعلق بالسيارات المنهوبة.
وهناك تعاون مع الانتربول بجنوب السودان في تعميم البلاغات ورصد السيارات المنهوبة ليتم حجزها ونثمن الروح الطيبة والتعاون الجيد مع حكومة السودان في ملف السيارات المنهوبة.
س: ماذا انت قائل للسودانين بدولة جنوب السودان؟
ج: اناشد باسم سفارة جمهورية السودان بدولة جنوب السودان المواطنيين السودانيين المقيمين بجنوب السودان بالتوحد والتواصل مع اللجان التنفيذية للجالية على مستوى الولايات الجنوبية للتعرف على مشكلات بعضهم البعض ورفعها للسفارة لحلها اول باول. ونؤكد اهتمام البعثة الدبلوماسية السودانية باللاجئين السودانيين المقيمين بمختلف مدن دولة جنوب السودان، ونأمل ان تضع الحرب اوزارها ويكون هناك حل نهائي يؤمن للمواطن حقوقه وعزته ويحاسب من تجنى على مكتسبات المواطن ويضمن عدم تكرار ماحدث مرة اخرى وهنا نجدد حرص الحكومة على السلام وكفالة حقوق المواطنين وعدم العودة للحرب مرة اخرى.