شئ للوطن م.صلاح غريبة “إبقاء الإنسانية حية”، رحلةٌ عبر مبادئ الصليب الأحمر والهلال الأحمر في يومهم العالمي
شئ للوطن
م.صلاح غريبة
“إبقاء الإنسانية حية”، رحلةٌ عبر مبادئ الصليب الأحمر والهلال الأحمر في يومهم العالمي
في الثامن من مايو من كل عام، يتّحد العالم احتفالًا باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تكريمًا لمؤسس هذه الحركة الإنسانية العظيمة، هنري دونان، وتقديرًا لجهود ملايين المتطوعين حول العالم الذين يسعون، دون كللٍ أو مللٍ، للتخفيف من معاناة البشر في أصعب الظروف. ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار “إبقاء الإنسانية حية”، ليؤكد على الدور المحوري لهذه الحركة في مواجهة الأزمات المتفاقمة، خاصةً في ظل النزاعات والكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم.
تُجسّد الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر مبادئَ إنسانيةً ساميةً تُضيء دروبَ التاريخ منذ نشأتها في القرن التاسع عشر، ففي ساحة معركة سولفرينو، شهد هنري دونان مأساةً إنسانيةً هزّت وجدانه، ودفعته إلى تأسيس هذه الحركة التي تسعى للتخفيف من معاناة الجرحى في أوقات الحرب، ومع مرور الزمن، توسّعت رسالة الحركة لتشمل تقديم المساعدة الإنسانية في مختلف الكوارث الطبيعية والأزمات، لتصبح رمزًا للأمل والنخوة في أصعب الظروف.
يجسّد العمل الإنساني للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على أرض السودان خير مثالٍ لتجسيد مبادئها على أرض الواقع،ةففي خضمّ النزاع الدائر، تُقدّم هذه الحركة يد العون للمتضررين، وتعمل جاهدةً على توفير الغذاء والمياه والدواء والرعاية الصحية للمحتاجين، كما تسعى إلى لم شمل العائلات المُفرّقة وتقديم الدعم النفسي للمتضررين.
وإيمانًا بمسؤوليتها الإنسانية، تُواصل جمعية الهلال الأحمر المصري تقديم المساعدة للجالية السودانية المتواجدة على الأراضي المصرية، من خلال إقامة الدورات التدريبية للمتطوعين السودانيين لتعزيز قدراتهم على التعامل مع الأزمات، افتتاح عيادات طبية شاملة تقدم خدمات صحية مجانية للجالية.
يُواجه المتطوعون في العمل الإنساني العديد من التحديات، أبرزها، صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية، قد يكون من الصعب على المتطوعين الوصول إلى المحتاجين لتقديم المساعدة، وتعاني المنظمات الإنسانية من نقص في الموارد المالية والبشرية، مما يُعيق قدرتها على تلبية جميع الاحتياجات، وقد يُواجه المتطوعون مخاطر أمنية أثناء عملهم في مناطق النزاع أو الكوارث.
يُلعب الإعلام دورًا هامًا في نشر الوعي حول رسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ودعم جهودها في مساعدة المحتاجين، فمن خلال التغطيات الإخبارية والبرامج التوعوية، يُمكن للإعلام تسليط الضوء على معاناة المتضررين من الأزمات، وتعزيز ثقافة التطوع والمساهمة في العمل الإنساني.