أ.أسامة عبد الماجد يكتب .. السفير كيكل !!

25

 

¤ لفت الانتباة اكثر من مرة في هذة المساحة إلى ان المعركة مع المليشيا واعوانها بالداخل والخارج ليست عسكرية فحسب.. إنما هى حرب دبلوماسية وسياسية.. ومن هذا المنطلق ارى ان السودان عجز في اغلاق ثغرة دولة الجنوب ، وبناء حائط صد دبلوماسي منيع يحصن بلادنا . يعود السبب إلى فشل وزير الخارجية علي الصادق في ادارة الوزارة مع اصرار الرئيس البرهان، على الابقاء عليه، وبالتالي اعتقد ان ذلك صب في مصلحة المليشيا.. وكأنه واحدا من عصابة آل دقلو المتوحشة.

¤ اما الداعم الآخر لخط الخذلان الدبلوماسي هو سفير السودان لدى جوبا جمال عبد المجيد.. وللذين لا يعرفونه هو فريق اول ينتمي للقوات المسلحة، المدير السابق لجهاز المخابرات العامة.. قدم اوراق اعتماده للرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت 10 نوفمبر 2022.. واستبشرنا خيرا بان دفع الرئيس البرهان بواحد من الكبار لتأمين البوابة الجنوبية.

¤ مثلما فعلت الشقيقة مصر قبل سنوات بترشيح بنائب مدير المخابرات اللواء طارق سلام سفيرا لها لدى اوغندا.. لتقوية وتأمين موقفها امام دول حوض النيل.. لكن جمال الذي قدمه البرهان ليكون (فزع) أصبح (وجع).. منذ نحو سبعة اشهر غادر جوبا.. الاراء منقسمة حوله، البعض يقول انه في رحلة استشفاء بدولة عربية، واخرين يرددون انه لم يبتلع قرار اعفائه من رئاسة جهاز المخابرات.. ولذلك تمرد بتلك الطريقة الناعمة.. ومع قلة الفترة التي قضاها بجوبا، كان تواصله صعيف للغاية مع رئاسة الوزارة.

¤ أياً كان السبب !!.. فان السفارة في جوبا مشلولة تماما رغم اجتهادات غير منكورة لاسرة البعثة، ولكن الوقت ليس في مصلحة السودان ولا يسمح ان تكون تلك الجبهة دون حارس.. لو كان جمال والذي اقعد بالسفارة المهمة جدا، بذات اهمية محطة واشنطن، لموسكو والعكس كذلك.. لو كان لايريد العمل او غير قادر مع امنياتنا له بصحة موفورة فان المصلحة الوطنية تقتضي ملء المساحات الشاغرة فورا.. بتسمية سفير جديد ولو بالتكليف.

¤ انطلقت المقاومة الشعبية لسد المساحات التي شغرت وتمددت فيها المليشيا.. لن ينتظر قطار الوطن المنطلق نحو محطة تحرير البلاد من رجس المليشيا المارقة احد.. لايعقل ان تكون جوبا محل ارتباك بشأن السودان.. لو كان لدينا بها سفير لاقنع الرئيس سلفاكير، ان الباغي الشقي حميدتي مثل رياك مشار نسخة 2013.. وان مايجري في السودان، من شأنه أن يقوض أمن الجنوب واستقرار المنطقة.. وسوف يؤدي كذلك إلى تفاقم المشاكل والمخاطر.

¤ لو كان لدينا سفير قلبه على الوطن – لان الواجب الاخلاقي يحتم على اي سفير غير قادر او غير راغب في العمل ان يفسح المجال لأخر.. ولا يترك مساحة للاعداء.. لأوصل رسالة لسلفاكير، ان الازمة الراهنة تهدد مستقبل العلاقة بين السودان وبلاده.. او على اقل تقدير حيد جوبا وجعلها عاصمة منفرة لاعوان المليشيا.. كنا نحتاج ولازلنا ان تقف معنا جوبا وبحزم.. وكان يحدونا الامل وننتظر من مدير المخابرات التاثير على السياسة الخارجية الجنوبية.. وتعزيز الموقف الدبلوماسي للسودان وتوسيع مجاله الاستراتيجي.

¤ لانريد ذلك من سفيرنا في جوبا بل من كل السفراء برئاسة الوزارة والمحطات الخارجية ان بعملوا بلا هوادة.. في تقديري هم خط الدفاع الثاني عن الدولة السودانية بعد القوات المسلحة على الصعيد الخارجي..التاريخ الان يدون اسماء الرجال وفي اي محطة يقفون.. محطة (خوض اللهيب والنار) ام خانة (العار) .. محطة (الاقوياء) ام (الضعفاء) .. (الندالة) ام (الشجاعة) .. (الخيانة) ام (الوطنية).. فالرجال يعرفون أيام (الشدائد) لا أيام (الموائد).

¤ تجاوزت المقاومة الشعبية قيادة الجيش والدولة.. لكن الملف الدبلوماسي لايمكن ادارته بمعزل عن الحكومة.. خسرنا في الفترة الماضية الكثير لاننا لم نقاتل دبلوماسيّاً.. والخسارة بدون قتال هي أقسى أنواع الهزيمة.. اننا نواجه عدو يستخدم المدنيين باستخفاف ووحشية كدروع بشرية.. ويطلق الصواريخ من المستشفيات والمدارس والمباني السكنية على المواطنين.. ومع ذلك الة الحرب الدبلوماسية التي بمقدورها فضح المليشيا امام العالم معطوبة.

¤ ومهما يكن من امر ، على البرهان ان يشرع في تسليح السفراء بنشرهم في المحطات الخارجية.. والبداية بجوبا مع دعوات بالشفاء للجنرال جمال.. اما ان كان بصحة جيدة فما اكثر الذين تخاذلوا وباعوا الوطن مثل المدعو كيكل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.